الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا: حول الفيتو الروسي - الصيني .. مشروع  : قتل تدمير وتجويع وتركيع وتهجير وسيطرة واحتواء

موقفنا: حول الفيتو الروسي - الصيني .. مشروع  : قتل تدمير وتجويع وتركيع وتهجير وسيطرة واحتواء

23.12.2019
زهير سالم




والهدف من الفيتو الروسي - الصيني الأخير هو إحكام الحصار على الإنسان السوري. وتجويع الجياع الذين أطبق عليهم : الخوف والتشريد و الجوع والخوف.
سياسيا نقول لقد شكلت الفيتوات الروسية الأربعة عشر خلال تسع سنوات المطية والذريعة لكل أشرار العالم ليختبئوا وراءها في إغلاق دائرة الشر على السوريين .
لن ينفع شيء أن تعلن بعض الدول أنها تدين هذا الفيتو وهي تخضع له . لأن الانصياع للفيتو هو شراكة فيه .
الحقيقة التي يجب أن تقال في هذا المقام هي أن كل ما أراده بوتين لسورية من دمار ، ولشعبها من قتل وتشريد وتجويع ما يزال يمرر خطوة بعد خطوة ، وكان هذا ما قرره أوباما وكيري منذ سنوات الثورة الأولى ، فوضوا وانتظروا وما زالوا ينتظرون ..!!
على مدى تسع سنوات ما زال - الفيتو الروسي - و- الفيتو الصيني - هو الأمر الواقع الوحيد . الفيتو الاستراتيجي والفيتو السياسي والفيتو الإنساني .. ولا شيء أمام الإرادة الدولية المتراخية يأتي بالجديد .
والأخطر فيما يمكن أن يقال من المخطط الروسي - الأمريكي - الصهيوني - الصفوي الرهيب أن تنحل في سورية عرى الدولة بل عرى المجتمع  عروة .. عروة .. ( وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ).
والقسمة بين القوم على طريقة : هذه لي وهذه لك ، وتلك لكم .. على الأرض وفي جوائها وباطنها .
الأخطر من وراء الفيتو الروسي الذي تابعناه على مدى سنين  ، أنه لا سوري كان  رابحا منه أو فيه . الغبي وحده هو الذي يظن خسارته ربحا . في كتب الحكمة يتحدثون عن " لاعق المبرد " في معادلتنا لسان ينزف ولسان يلعق .
هذه هي المعادلة الروسية في سورية ، وهذا كلام أقبل بأن أسأل عنه ولو بعد حين ..
المخطط الروسي في سورية يتقدم ، ويتقدم تحت عناوين ، ويتقدم بأساليب ، ويتقدم ساخنا وباردا ، سريعا وبطيئا ... وأسوأ ما في الأمر أن يعينه على التقدم " سوريون سوريون "
حتى أصحاب نظرية " وضع العصا في العجلات " يجب أن يدركوا أن العجلات الكبيرة تسحق العصوات الصغيرة ولا تبالي ..
الفيتو الروسي والإدانة الأمريكية ..
من العبث أن نكتب ندين ونشجب ونستنكر . ومن العبث أن ندين الإدانة وأن نستنكر الاستنكار .
المطلوب من كل سوري حر أبي واع أمران :
الأول : أن لا يكون جزء من المشروع الروسي تحت أي عنوان ، ولا بأي أسلوب ؛ لأنه لو فعل سيكون هو وبشار الأسد في خندق واحد مع الروس وضد سورية والسوريين...
والثاني : أن يجد العقلاء طريقة ولو بالحد الأدنى لعرقلة المشروع الروسي ، وإيقافه ، ثم الانقلاب والانتصار عليه .
المقاومة لا تتكلم بمنطق التكافؤ والتوازن الاستراتيجي . المقاومة تتكلم بمنطق الإرادة والعزيمة 
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..
وبعد أن دوخ " أبو نايف"  مع رفاقه العشرة ، المستعمر الفرنسي بضع سنين ، ووصلوا به إلى ساحة المحكمة ، كان وزن أبي نايف لا يزيد على خمسين كيلو غرام . حمله ضابط فرنسي من حزامه بيد واحدة وقال للحاضرين أهذا هو أبو نايف الذي كنتم
 تخوفوننا منه ومنه ترتعدون ؟! .
أدركت " أبو نايف " ووزنه خمسون كيلو غرام ، يعمل في " جورة المبيض " في ساحة المشاطية في حلب . كنا كلما سألناه عن الفرنسي غمز بعينه وتبسم .
" جورة المبيض " لمن لا يعرفها الجورة المرعبة التي كانت الوالدات في حلب يهددن أولادهن أن مصيرهم سيكون إليها إن لم يجدوا.
لندن :25/ ربيع الثاني / 1441
22/ 12 / 2019
__________
*مدير مركز الشرق العربي